السبت، 28 سبتمبر 2013

ضَـمَـة !..



كان يعمل فــ مكتبه كعادته كل ليلة ويتركها وحدها ..
فإذا بها تأتى لها بفنجان من القهوة وتقدمه له ..
ولكنه لم يرفع نظره لها ولا قال لها كلمة ثناء واحدة ..
فــ وضعت القهوة على المكتب وخرجت ..

بل ظلت تراقبه من بعيد لبعيد ..
فجأةً وهى تنظر له وقعت عيناه فــ عينيها ..
فخجلت منه وأدرات بوجهها بعيداً ..
ولما مر على هذا الموقف لحظات ، عادت إلى مراقبتها له ..

ولكن فــ هذه المرة وجدته يمسك برأسه ودموعه تتساقط فــ صمت .. !
لم تصدق ما رأته ، فهرولت إليه لتسأله عما به وما سبب هذه الدموع اللى تملئ عينيه !
فإذا به يلقى إليها كلمات كالجمرات ويدفع بها إلى خارج مكتبه .. !

فـ إشتعل غضبها منه وأصبحت كمجنونة أصيب فـى كرامتها ومشاعرها ..
صرخت فيه وقالت له :
إنك أصبحت كــ لوح ثلج لا يشعر بها وكأنك ظل يجتاح كل حياتى ، فقط بدون أى إحساس منك تجاهى  ..
قالت هذه الكلمات له ووقعت عليه كوقع الصاعقة ..
فإذا بها وهى تخرج من مكتبه بعدما قفزت بجمراتها له ..
أمسك ذراعها وإرتمى فـى حضنها وأخذ يبكى كطفل فقد أمه وفجأة وجدها ..
قال لها : أنا أسف كن تفقط أحتاج منك هذه الضمة ..
قالت له : وأنا أتيت بنفسى لك لترتمى فى حضنى ولكنك قذفت بى بعيداً عنك !
قال لها : فقط ضمينى أكثر .. أريد منك ضمة تكاد تكسر ضلوعى ..
فقط إحتوينى بكل ما فيك ..
فــ هنا ملجأى وملاذى من كل ما أشعر به .. !

فضمته لها أكثر بكل ما بها من قوة ، لتجعله يبكى أكثر ويرتاح فى نفس الوقت .. !


بقلمى ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق